عبدالسلام حسن عاشور
عدد المساهمات : 17 تاريخ التسجيل : 10/05/2009
| موضوع: الراحلون بلا قبور لعبدالرحمن يوسف الأحد مايو 10, 2009 4:39 pm | |
| الراحلون بلا قبور ...الرَّاحِــلونَ بلا قبــورْ ... ! (٭) طُرُقُ الأدَاءِ لذلكَ الحُزْنِ المُقيمِ تَنَوَّعَتْ وتَوَحَّدَتْ ... ! والعَائِدُونَ مِنَ التَّغَرُّبِ رَاحِلُونَ إقَامَةً قَسْريَّةً عَبْرَ الرَّحيلِ كَدَمْعَةٍ فَوْقَ الخُدُودِ تَبَخَّرَتْ وتجَمَّدَتْ ... مَا بَيْنَ قَعْرِ البَحْرِ أو قَعْرِ السُّجُونِ وبَيْنَ ظُلْمِ البَحْرِ أو أمْواجِ بَحْرِ الظُّلْمِ أحْلامٌ كِبَارٌ فـي الطَّريقِ تَصَدَّعتْ وتَجَلَّدَتْ ... والقَبْرُ أمنيةٌ تَعِزُّ عَلَى الذي قَدْ بَاتَ يَشْتَاقُ الفَقِيدَ ولَيْسَ يَدْري أيَّ مَوْتٍ أو حَيَاةٍ غَيَّبَتْهُ ... ! ولَيْسَ يَعْرفُ أيَّ آمَالٍ هُنَاكَ تَشَكَّكَتْ وتَأكَّدَتْ ... ! والمَوْتُ تَحْتَ المَاءِ حِرْمانٌ مِنَ القَبْرِ الذي يَبْكِي عَلَيْهِ ذَووكَ فـي الأعيادِ إثـْبَاتًا لحَقِّكَ فـي وُجُودٍ بَيْنَهُمْ طَيْفًا يُمَارِسُ عيدَهُ فـي نَشْوَةٍ لحَظَاتُهَا خَضَعَتْ ولكنْ بالشُّجُونِ تَمَرَّدَتْ ... والقَبْرُ فـي مصرَ القَديمةِ والحَديثـَةِ لَقْطَةٌ تَأتي ولكِنْ لَيْسَ تَمْضِي بَلْ تُثـَبَّتُ كَي يَتِمَّ عَلَى المَدَى اسْتِرْجَاعُهَا فَتُرى بيَوْمٍ فـي انـْكِمَاشٍ ثُمَّ تُبْصِرُهَا عَليْكَ تَمَدَّدَتْ ... فـي مصرَ تُخْتَرَعُ القُبُورُ لكُلِّ مَعْشُوقٍ وَلِيٍّ أو حَبيبٍ أو زَعِيمٍ فَاخْتَرَعْنَا للحُسَيْنِ ضَريحَهُ لتَظَلَّ قِصَّتُهُ دُمُوعًا كُلَّمَا مُسِحَتْ بمِنْديلِ الزَّمَانِ تجَدَّدَتْ ... فـي مِصْرَ تُحْترَمُ القُبُورُ كَمُعْجِزَاتٍ لا يُنَافِسُهَا سِوى قَبْرٍ لمِصْريٍّ يُعَادُ عَلَى المَدَى اسْتِكْشَافُهُ فَتَرَى ذُرَا الأهْرَامِ أو قَبْرًا لتُوتَ مَسِيرَةً للشَّعْبِ فـي أبْهَى جِنَازَاتٍ وأطْولِهَا وأعْرَقِها كَمُشْكِلَةٍ عَلَى مَرِّ الزَّمَانِ تسَهَّلَتْ وتَعَقَّدَتْ ... ! القَبْرُ فـي مِصْرَ ابتِدَاءٌ للصُّعُودْ ... رَسْمٌ بَيَانِيٌّ يُؤَشِّرُ للصُّمُودْ ... كمُجَسَّمٍ لِبـِلادِ جَنَّاتِ الخـُـلُودْ ... ! القَبْرُ فـي مِصْرَ اخْتِرَاعُ المَيِّتِ الفَاني لِشَكْلٍ ضِمْنَ أشْكالِ الوُجُـــودْ ... ! القَبْرُ فـي مِصْرَ اخْتِزَالٌ لاحْتِرَامَاتٍ تُؤَدَّى للجُدُودْ ... القَبْرُ فـي مِصْرَ احْتِرَامُ المَوْتِ لكِنْ فيهِ إيقَافٌ لتَنْفِيذِ الفَنَاءِ لذَاكَ تُبْصِرُهُ كَتَجْفيفِ الوُرُودْ ...! القَبْرُ فـي مِصْرَ القَديمَةِ والحَديثـَةِ قَدْ بدا إنْجَازَ شَعْبٍ لَيْسَ يرْضَى أنْ يُقَيِّدَهُ المَمَاتُ بأيِّ أشْكَالِ القُيُودْ ... !القصيدة دى إتكتبت فى ذكرى الأولى لضحايا العبارة | |
|