اللى بيتبرى من أصله

بسم الله الرحمن الرحيم

النهارده فى موضوع كبير وكلام جامد جدا ....هنتكلم عن اللى بيتبرى من أصله !!!راجل كان من أصول متواضعة _يعنى إبن ناس على قد حالهم أو ناس فقرا يعنى _ مع إن الفقر مش عيب يعنى وربنا فتح عليه فجاة تلاقى صاحبنا بيحاول باستيكة إنه يمسح كل ماضيه ومش عاوز أى حاجة تفكره بأصله أو بالأيام السودة دى _بس أرجوك متقوليش إنه ممكن يتباهى بأصله ويعلق صورته وهو شايل القصعة زى سعد الدالى ويقول أنا إبتديت كده !!!_لا لا أرجوك اصل النوعيات دى اللى بتفتخر بتاريخ كفاحها بقت قليلة أوى إذا مكنتش منعدمة ....هتلاقيه طول الوقت بيرسم لك فى حكايات ويلف ويدور ويحاول يتلابط ده كله فى الأخر علشان حتى يلاقى قشاية او ربع قشاية حتى يتعلق بيها وتنتشله من مستنقع ماضيه الذى طالما يطارده ....كل الثقافات تناولت موضوع الراجل ده أو الشخصية دى بنوع من الاستهجان حتى "كارل ماركس"سماه "الهارب الطبقى"وفى مقالة الدكتور أسامة الرحيمى هنلاقى حاجات حلوة أوى عن الهارب الطبقى ده وتعالوا لنص المقالة يقول الدكتور أسامة الرحيمى (فى تعريف ماركس للهارب الطبقى نوه على خطورته على بنى جلدته وبعده حذرت أدبيات اليسار من الاستعانة ب"البروليتاريا الرثة"فى المراحل المهمة لسهولة إنقلابهم

و"الهارب الطبقى"هو المتنصل من أصله الاجتماعى والمعادى له من دون مبرر ظاهر , ويحمل بضراوة على طبقته لمحوها من دمه بينما ينبطح أمام من يراهم أرقى

وهو حالة معروفة عبر التاريخ الإنسانى لكنه ينتقل فى عصور الانحطاط من الفردية إلى حد الظاهرة , كما يحدث فى المجتمع المصرى الأن, من انتشار وبروز وجوه , هاربة , مثيرة للشفقة والسخرية لإمعانهم فى التبرأ من ذويهم والهجوم عليهم وتمجيد من أعانوهم على الترقى الهش

بعضهم يقدم برامج تليفزيونية بجسارة يحسدون عليها وأخرون يكتبون مقالات مطبوعة بالجهل فى صحف مقروءة وغيرهم احتلوا مناصب رفيعة بالانبطاح لا بالكفاءة ويتلذذون بالحكم فى مقدرات الناس

وليس مستغربا أن يتعامل المذيع كبرجوازى كالخدم حين يقلدون سادتهم لاعتقاده أن تعلقه بذنب أسرة ملكية سابقة يكسبه وضعا اجتماعيا جديدا وأنه قادر على استغفال الناس مع أنهم يشاهدون فراره الطبقى على الهواء ويشفقون عليه من بؤس محاولته وكانوا يفضلون لو تباهى بأصله البسيط فالعصامية قيمة تدعوا للزهو فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان يقول "اللهم احشرنى فى زمرة الفقراء والمساكين" ولو تصالح الهارب مع واقعه لكان أصدق وأنهى لكن ماحيلته وكوامن نفسه أعقد من وعيه الذى لا يسعفه إلا بمزيد من الهروب الطبقى المفضوح؟؟

ويتمثل كاتب المقالة "المتثاقف"سمت المفكرين فى صورة تكشف سوءاته وينوع مفرداته الضخمة مع عجزه المخزى عن إخفاء جراحه الطبقية ولأن أسرار المهتزين تظهر فى تصرفاتهم يتشنج وترتعش أفكاره كلما "لط" المنطقة الشائكة بين حيثيته المزعومة التى يعافر لتعظيمها وخلفيته الاجتماعية التى يتمنى زوالها ويكره شهودها من قلبه ويفضل تدنيس الكفاح القديم على كلفة التمسك به

ويحيط صاحب المنصب الرفيع نفسه بعديمى المواهب يترفق بهم ويغدق عليهم مالا يستحقونه فيما يترصد الكفاءات من أبناء طبقته السابقة وينكل بهم ولأنهم يفضحون خواءه يبدد إبداعهم ويسلمهم طعمة لإحباط قاتم

الفضائيات والصحف الخاصة سهلت تسلل هذا الهارب الطبقى النذل إلى وجدان البسطاء فانخدعوا واعتبروه شاطرا وهو نعت مملوكى صحيح وفق تراث "الشطار والعيارين" وهم لصوص وقطاع طرق بمعنى لا يختلف كثيرا عما يقدمه الهارب لسادته

فهو ينتهز الفرصة بكامل وعيه ويهتبل الغنائم بلا تردد ويهدم القيم النبيلة بملء إرادته فلا يعترف بالعصامية ولا يحترم الداب ولا يتورع عن تحطيم المواهب بضمير ميت

وامام هؤلاء "الفسائل" تسمو رموز العصامية المثالية الذين ما زالوا يضيئون حياتنا وأبرزهم "سعد زغلول" و" طه حسين" و "نجيب محفوظ" النقيض الكامل للهارب الطبقى فلم يكونوا من أصول برجوازية لكنهم ضموا المجد من أطرافه بالداب والإخلاص والذكاء فلم يحظ سياسى أرستقراطى بمكانة سعد زغلول الجلية فى قلوب المصريين ولم يصل مفكر من الموسرين لوهج طه حسين ولم يحقق أديب ثرى منجز نجيب محفوظ ولأنهم أعلوا العصامية بالحقيقة اعتلوا قمة السلم الاجتماعى وباتت مشاريعهم التنويرية مثالا يحتذى به

اما الهاربون الذين نعموا بمجانيات يوليووصعدوا على قفاها فقد أثخنوها إنكارا وتنديلا وهم أحرارا فيما يذهبون إليه لكن ليس من حقهم تدمير الحقائق فبدونها لم يكن بمستطاعهم الإفلات من قدر التملية_فى وسايا الإقطاع حيث لم تكن أمامهم فرصة للصعود الاجتماعى ولست بصدد الدفاع عن ثورة يوليو لكن أتعجب لمعدم لم يمتلك قيراط أرض يوما ما لكنه يتصرف كإقطاعى أضره الإصلاح الزراعى

يفعلون هذا لان وعيهم تم مسخه خلال عقود النكوص الفائتة ولأنهم مدينون بالفضل للجهات التى التقطتهم فى خطواتهم الأولى بالجامعة وحولتهم لعسس حاذقون ولإفراطهم بتدمير زملائهم كوفئوا بتلك الفرص التى يحسبونها شطارة لكن مكاسبهم الحرام ستبقى عاجزة عن تغيير جلدتهم وحفاء قلوبهم وخراب ضمائرهم وستظل جيناتهم تلاحقهم كاللعنات فعوج الدم لا تصلحه الأضواء ولا الأرصدة

هروبهم يذكربطرفة للشاعر حافظ غبراهيم حين رأى إمام العبد وكان من كبار الظرفاء يركب حنطورا فجرى خلفه وهو يصيح :كرباج جوة يا أسطى)ء

كانت هذه مقالة الدكتور أسامة الرحيمى عن الشخص الهارب الطبقى وقد أعجبتنى جدا وهى فى عدد الدستور لصادر بتاريخ 13\5\2009

ورأيت ان أقدمها بتقديم استوحيته من واقع الظروف المحيطة نظرا لعموم الفائدة وإن شاء الله سيكون لى حديث معكم عن المنتفخين بالأصول البالية والعنتريات التى ما حركت ذبابا أو مدعى البرجوازية وسنتحدث عن إشكالية التضاد بين هذا وذاك وسنحاول وضع حلول تصريفية ونماذج معرفية واقعية

Admin: khaled Badra